(
ﺳﻴﻒ ....ﻣﺎ ﺃﺷﻬﺮﺗﻪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻟﻦ ﺗﻐﻤﺪﻩ
ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ
) ﻭﻧﺤﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺪّﻩ ﺗﻘﺘﻠﻨﺎ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ (
ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ – ﻓﻨﺎﻥ ﺍﻟﻄﻨﺒﻮﺭ –
ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺣﺴﻦ ﺃﺣﻤﺪ
)ﻗﺪﻗﻮﺩ ( ﺃﺣﺪ ﺃﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ، ﺭﻫﻴﻒ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ،
ﻋﻤﻴﻖ ، ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺨّﻴﺮ ﻷﻟﺤﺎﻧﻪ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﻟﻜﻠﻤﺎﺗﻪ ﺍﻷﻟﺤﺎﻥ ، ﺗﻨﺎﺯﻋﻪ
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻫﻮﺍﺟﺲ ﺍﻟﻤﺮﺽ ، ﻭﺗﻨﻬﻜﻪ
ﺧﻴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ، ﻭﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ
ﻗﺎﻓﻴﺔ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ
ﻭﻣﻘﻄﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺍﻟﻤﻌﺎﻓﻰ.
ﺟﺎﺀﻧﻲ ﺻﻮﺗﻪ ، ﻣﺸﺮﻭﺧﺎ ، ﺑﺎﻫﺘﺎ ،
ﻣﻤﻜﻮﻧﺎ ﺑﺄﻭﺟﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻬﺎ ، ﺟﺎﺀﻧﻲ
ﻧﺰﻳﻔﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﻭﺍﻷﻟﺤﺎﻥ
ﻭﺻﺒﺎﻳﺎ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺕ ، ﺟﺎﺀﻧﻲ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ
ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻳﺤﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺪﺍﻋﻲ ﺍﻟﻤﻤﺾ
ﻭﺍﻟﺮﻫﻖ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ، ﺟﺎﺀﻧﻲ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻦ
ﺩﻧﻴﺎﻩ ﻏﻴﺮ ﺁﻫﺎﺕٍ ﺗﺘﻘﺎﻓﺰ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ
ﻟﺘﺴﻠﻤﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﻟﻴﻞ ﺍﻟﻔﺠﻴﻌﺔ ﻭﺗﺮﻏُّﺐ
ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﻤﺘﺴﺮّﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﺎﻣﻲ ﻭﺃﺣﻼﻣﻲ
ﻭﻃﻴﻮﻑ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻤﻨﻬﻜﺔ ﺑﺠﻤﻴﻞ
ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﻋﻤﻴﻖ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭﺃﻧﻴﻖ
ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ، ﺟﺎﺀﻧﻲ ﺻﻮﺗﻪ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﻠﻔﻮﻥ
ﺃﺣﺮﻓﺎ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻗﺎﺋﻠﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻓﻨﺘﻪ
ﺍﻷﻭﺟﺎﻉ ﻓﻲ ﺁﻫﺎﺗﻪ ﻭ ﺗﻨﻬﺪﺍﺗﻪ ﻭﺃﺳﻠﻤﺘﻪ
ﺍﻟﺨﻴﺎﻻﺕ ﺇﻟﻰ ﻟﻴﻞ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﻈﻦ
ﻭﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﺍﻟﻮﺷﻴﻚ ، ﻫﻤﻤﺖ
ﺑﺎﻟﻨﺤﻴﺐ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﻘﻬﻘﺮ ﻣﻊ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﺇﻟﻰ
ﻟﻴﺎﻝٍ ﻛﻨّﺎ ﻧﺤﻔﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺨﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ
ﻧﻘﻮﺵ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻓﺘﺒﺪﻭ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﺼﻮﺭ ، ﻭﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻏﻴﺮ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ،
ﻭﻳﺸﺘﻬﻲ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻟﻴﺎﻟﻴﻨﺎ ﻓﻴﺼﻴﺮ ﺑﺪﺭﺍ
ﻛﺎﻣﻼ ، ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﺤﺎﻗﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ،
ﻭﺗﺴﺮﺡ ﺍﻷﻧﻐﺎﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻢ ﻟﺘﺪﺍﻋﺐ
ﺃﻃﺮﺍﻑ )ﺍﻟﻤﻼﻳﺎﺕ ( ﺑﺸﻬﻘﺎﺕ ﺍﻟﻔﺠﺮ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ.
ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻤﺎﺋﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺴﺪ )ﻟﻔﺘّﻪ (
ﺍﻟﺒﺎﺭﻋﺔ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻤﻨﺢ ﺍﻟﻄﻨﺒﻮﺭ ﻛﺒﺮﻳﺎﺀ
ﺯﺍﺋﺪﺓ ، ﻋﺸﻘﺎ ﻭﺇﺟﺎﺩﺓ ، ﺗﺤﻔﻞ ﺑﻪ ﻟﻴﺎﻟﻲ
ﺍﻟﺸﻌﺮ ، ﻗﺎﺭﺋﺎ ﻣﻤﺘﺎﺯﺍ ، ﻭﻧﺎﻗﺪﺍ ﻟﻤّﺎﺣﺎ ،
ﻭﻣﻠﺤﻨﺎ ﺑﺎﺭﻋﺎ ، ﻭﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﻔﻮﻕ
ﺍﻟﻮﺻﻒ ، ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻬﻚ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﺣﻴﻦ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ، ﺑﺈﺷﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﻭﺣﻴﻦ
ﺍﻟﻌﺰﻑ – ﻛﺎﻥ ﻣﺠﻨﻮﻥ ﺍﻟﻌﺰﻑ ﻭﻣﺠﻨﻮﻧﺎ
ﺑﻪ – ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺎﻫﻲ ﺑﻪ ﻛﻠﻤﺎ
ﺣﺎﻧﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻔﺎﺗﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻮﺍﻟﻢ ﺍﻟﻌﺰﻑ
ﺍﻷﺧﺮﻯ ، ﺭﻏﻢ ﻏﺎﺋﺮ ﺟﺮﺣﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ
ﻭﺳﻤﻬﺎ ﺑﻪ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻞ ، ﻭﻫﻮ ﺑﻌﺪ ﻳﺒﺤﺚ
ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻞ ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻟﺤﺒﻴِّﺐ ، ﻭﺭﻭﺍﺋﻊ
ﻛﻤﺎﻝ ﺣﺴﻦ ، ﻟﻢ ﻳﻄﻞ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻲ
ﻭﺟﻪ )ﺍﻟﺠﻨﻴﻪ ( ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻏﻨّﻴﺎ ﻳﺴﺘﻤﺪّ
ﻣﻦ – ﺍﻟﺼَﻤَﺪ – ﺣﺴﻦ ﻗﺪﻗﻮﺩ ، ﻛﻞ
ﺍﻟﻨﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪ ، ﻭﻳﺬﻛﺮ
)ﻛﻮﺭﻳّﺔ ( ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ
ﺍﻟﺼُﻔﺮ ﺍﻟﻤﺰﺩﺍﻧﺔ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ )ﺭﻣﻀﺎﻥ
ﻛﺮﻳﻢ ( ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺻﻞ ﺑﻬﺎ ﻓﻄﻮﺭ
ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻟﻄﺎﺣﻮﻧﺔ ﺍﻷﺭﺍﻙ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻧﻴﺔ
ﺑﺎﻟﺴﺎﻟﻤﺎﺏ ، ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺮﻧﻢ ﺑﺄﻏﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻌﺎﻡ
ﻭﺑﻌﺾ ﻣﻘﻄﻮﻋﺎﺕ ﻭﺩ ﺑﻜﺮﻱ ﻭﻳﺮﺳﻢ
ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻟﻮﺣﺔ ﺍﻟﻐﺪ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ، ﻭﺃﻛﺜﺮ
ﻣﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﻋﻮﺩ )ﻭﺩ ﺍﻟﻜﻨﻚ ( ، ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ
ﺇﻧﺴﺎﻧﻪ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ، ﻭﻫﻮ ﻳﺼﺪﺡ ﺑﻪ ﻟﻴﻼ
ﻣﻘﻠِّﺪﺍ )ﺻﺪﻳﻖ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺟﺒﺎﺭﺓ ( ،
ﺃﻭﺩﻉ ﻓﻴﻪ ﺇﺧﻼﺻﻪ ﻟﻠﻐﻨﺎﺀ ﻓﺄﻭﺩﻉ ﺫﻟﻜﻢ
ﻓﻴﻪ ﻣﻮﻫﺒﺔً ﻟﻢ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺃﻏﻨﻴﺎﺗﻪ
ﻣﻮّﺍﻻ ﻳﺮﻫﻒ ﺁﺫﺍﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺑﺒﻜﺎﺀ
ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﻴﻦ ﻭﻏﻨﺎﺋﻬﻢ ﻭﻳﺮﻫﻖ ﻗﻠﻮﺏ
ﺍﻟﻌﺎﺷﻘﻴﻦ ﺑﺸﻔﻴﻒ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﻭﺭﻗﻴﻖ
ﺃﻟﺤﺎﻧﻪ ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﺎﻟﻄﻨﺒﻮﺭ
ﻳﻐﻨﻲ ، ﻛﻠﻤﺎ ﺣﻮّﻣﺖ ﺣﻮﻟﻪ ﺃﺳﺮﺍﺏ
ﺍﻟﻘﻤﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺴﻤّﻊ ﺃﻟﺤﺎﻧﻪ
ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻴﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻫﺪﻳﻼ
ﻭﺩﻋﻮﺍﺕ.
ﺍﻟﺠﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﺘﻤﺮ ﺍﻟﻄﻮﺍﻝ ﻟﻴﻜﻲ ﻛﻢ
ﻏﻨﻴﺖ ﻛﻢ ﻣﻘﺎﻝ
ﺩﺍﻳﺮ ﺃﺳﺎﻓﺮ ﻓﻴﻬﻮ ﺑﺎﻟﻨﻴﻞ ﺑﻲ ﻣﺮﻳﻜﺐ
ﻋﻨﺪ ﺍﻷﺻﻴﻞ
ﺩﺍﻳﺮ ﺃﺷﻮﻑ ﺷﺘﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻴﻞ ﺯﻱ
ﻋﺮﻭﺱ ﺗﺮﻗﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻴﻞ
ﻟﻢ ﻳﺠﺘﻬﺪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺮﺝ ﻣﻘﻮﻟﺔ
)ﺯﺍﻣﺮ ﺍﻟﺤﻲ ﻻ ﻳﻄﺮﺏ ( ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﺟﻤﻞ
ﻟﻴﺎﻟﻲ )ﺍﻟﺠﺒﻞ ( ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪ
ﻣﻘﻄﻮﻋﺎﺗﻪ ﻭﺃﻏﻨﻴﺎﺗﻪ ﻭﻣﻨﺘﺪﻳﺎﺗﻪ ﺣﻮﻝ
ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻔﺘﺄ ﻳﺮﻫﻘﻪ
ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻥ ﺭﻏﻢ ﺳﻮﺭ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻨﺎﻩ
ﺻﺪّﻗﻨﻲ ﻣﺎ ﺑﻨﺴﺎﻙ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻏﻼّﻙ
ﺑﻴﻚ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﻣﺠﺮﻭﺡ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﺮﻭﺡ
ﺫﺍﺏ ﻭﺟﺪﺍ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺼﻮﻓﻲّ ﺑﺤﻖ
ﻛﻴﻔﻦ ﺗﺴﺎﻓﺮ ﺗﺎﺧﺪ ﻗﻠﻴﺒﻲ ﻣﻌﺎﻙ
ﻭﺍﻟﻌﻴﻦ ﺗﺴﺎﻫﺮ ﺁﻩ ﻣﻦ ﻫﻮﺍﻙ ﻳﺎ ﻣﻼﻙ
ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻘﺪ ﺍﻟﺠﻠﺴﺎﺕ ﻟﻠﻘﺼﺎﺋﺪ ﻭﻳﺸﺮﻑ
ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﺪ ﺍﻷﻟﺤﺎﻥ ﻓﺘﺘﻘﻄﺮ ﺩﻣﻮﻋﺎ
ﻭﺣﻨﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﺑﻌﺪ ﻳﻘﺮﺃ ﻣﻊ )ﺍﻟﺨﺘﻤﻴﺔ (
ﺃﻭﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪ ﻭﺍﻟﺒﺮّﺍﻕ
ﺑﻠﻘﺎﻛﻲ ﻓﻲ ﻧﺨﻞ ﺍﻟﻀﺮﻳﺢ ﻣﺸﺤﻮﻧﺔ
ﺑﺎﻷﻓﺮﺍﺡ ﻋﻘﺪ
ﻭﺃﻟﻘﺎﻛﻲ ﻓﻲ ﻫﻤﺴﺔ ﻭﺩﺍﺩ ﻋﺪ ﻣﺎ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ
ﺣﺮّ.. ﻭﺑﺮﺩ
ﻳﺎ ﺃﻧﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺠﺮﻳــــــــــ ــﺢ ﻓﻲ
ﺫﻣﺔ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺍﻟﻨﻔَﺪ
ﻛﻴﻒ ﺣﺎﻟﻲ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺸﺎﺩّﻱ ﺍﻟﺠﻴﺎﺩ ﻗﺎﺻﺪ
ﺳﺮﺍﺑﻮ ﺍﻟﺮﺍﺡ ﺷﺮﺩ
ﻛﺎﻥ ﻣﺎﺩﺣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺻﻮﻓﻴﺎ
ﺣﺘﻰ ﺃﺧﻤﺺ ﻗﺪﻣﻴﻪ ، ﻳﺤﻔﻆ ﻋﻦ ﺣﺎﺝ
ﺍﻟﻤﺎﺣﻲ ﻛﻞ ﺇﺣﺴﺎﺳﻪ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﺢ ﻭﻳﺬﻭﺏ
ﻓﻲ ﺃﻟﺤﺎﻧﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻤﺴﻚ )ﺑﺎﻟﺼﺤﻦ (
ﻟﻴﺒﻜﻲ
ﻣﻦ ﺭﻗﺎﺩ ﺍﻟﻤﻴﻞ ... ) ﻭﺍﻱ ﺃﻧﺎ .....(
ﻭﺧﺎﺷّﻲ ﺩﻣﺲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ... )ﻭﺍﻱ ﺃﻧﺎ (
ﻭﻳﻌﺮﺽ
ﺃﺳﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺒﻀﺮﻉ ... ﻳﻨﻬﺮ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ... ﻛﻢ ﻋﻮﻗﺎ ﻓﺴﺮﺍﻉ ... ﻣﻦ
ﺷﻮﻓﺘﻮ ﺍﺗﻔﺮﺯﻉ
ﻛﻠﻤﺎ ﺃﻧﻬﻜﺘﻪ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺒﺔ ،
ﺣﻤﻞ ﺭﻭﺣﻪ ﻭﺳﺎﺭﻉ ﺍﻟﺨﻄﺎ ﻧﺤﻮ ﻣﻜﺘﺐ
)ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﺎﺑﻲ ( ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺘﻈﺮﻩ ﻃﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺪﻳﺢ ﻓﻴﻌﻮﺩ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ
ﺑﺤﻮﺵ ﻭﺩ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ )ﺗﻮﺭ ﺍﻷﺭﺍﻙ ( ،
ﻭﺧﻄﺎ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻴﺮ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻠﻪ
ﺑﻤﻮﺟﺪﻫﺎ ﻭﻋﻤﻴﻖ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ، ﻭﻃﺎﻟﻤﺎ
ﺍﺳﺘﻠﻬﻢ ﺍﻟﻤﺪﻳﺢ ﻓﻲ ﺃﻟﺤﺎﻧﻪ
ﺍﺳــــــــﺘﻨّﻲ ﺭﻭﻗﻲ ﻭﺃﻫﺪﻱ ﻣﺎ
ﺗﺘﺴـــــﺮﻋﻲ
ﻳﺎ ﻏﺎﻟﻴﺔ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻲ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﻗﻠﺒﻲ
ﺍﻟﺮﻫﻴﻒ ﻣﺎ ﺗﻔﺠﻌﻲ
ﻳﺎ ﺳﻤﺤﺔ ﻟﻮ ﻗﻠﺘﻲ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﻟﻲ ﻧﺎﺭﻱ
ﺗﺎﻧﻲ ﺗﻮﻟّﻌﻲ
ﻳﺎ ﻗﻤﺮﺓ ﺭﺍﺟﻴﻚ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﻱ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺑﻴﻨﻲ
ﻭﺍﻃﻠﻌﻲ
ﺷﺎﻫﺪﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻥ
ﺍﻟﻄﻮﺍﻝ ، ﻭﻭﺍﻗﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﺭﺍﻧﻪ ﺍﻟﺘﻲ
ﺑﺎﻋﺖ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻬﺎ ﻭﻣﺎﺿﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺬﻭﺏ
ﻃﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻇﻢ ،
ﻭﺷﺎﻫﺪﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺻﻐﺎﺭ
ﺍﻟﻨﺨﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﺎ ﺃﻭﺩﻋﻬﺎ ﺣﻀﻦ
ﺍﻷﺭﺽ ، ﺑﺎﻋﺖ ﺃﺣﻼﻣﻪ ﺷﻼﻻﺕ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﺑﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﺸﺘﻮﻝ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﻭﻃﻴﻦ ﺟﺪﺭﺍﻧﻪ
ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺗﻜﺪ ﺗﺠﻒّ ﻣﺎﺅﻩ ﺣﺘﻰ ﺗﺸﻘﻖ
ﺣﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺎﻡ ﺣﻔﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﻮﻕ
ﻭﺍﻟﻬﻴﺎﻡ ، ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺠﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
)ﻟﺤﻴﺎﺗﻬﺎ ( ﺍﻷﻭﻟﻰ ، ﺟﺎﺀ ﺭﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﻨﺎﺩﻱ
ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪﺕ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻬﺪﻡ ،
ﻭﺑﻨﺘﻪ ﺃﻳﺎﺩﻱ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﺭﻭﻉ ﻭﺃﺟﻠﺪ ، ﻛﺎﻥ
ﻳﺒﻜﻲ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻥ ﻭﻳﺠﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ
ﺩﺍﻓﻌﻪ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻓﺘﻤﺎﺳﻜﺖ ﺍﻷﺭﺍﻙ
ﺗﻨﺸﺪ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ
ﺃﺟﻠﺴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺣﻴﻨﺎ، ﻭﺃﻗﻌﺪﺗﻬﺎ ﻟﻴﺎﻟﻲ
ﺍﻟﺠﺴﻮﺭ ﻋﻦ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﺿﻦّ ﻋﻠﻰ
ﺣﻮﺍﺷﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﺭﻉ ، ﻭﻧﺎﻣﺖ ﺍﻟﺪﻣﻌﺔ ﻋﻠﻰ
ﻋﻴﻮﻥ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﺎ، ﺗﺮﺛﻲ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﻟﻬﻮﻫﻢ،
ﻭﻣﺴﺎﺭﺡ ﺃﻓﺮﺍﺣﻬﻢ ﺍﻟﺒﺮﻳﺌﺔ.
ﺧﻔِّﻒ ﻭﺗﺎﻧﻲ ﻋﺎﻭﺩ ﺯﻭﺭﺍ ﻳﺎ ﻧﻴﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪ
ﻣﻌﺬﻭﺭﺍ
ﺷﺘﻼﺕ ﺳﻴﺪﻱ ﻏﺮﻗﺎﻥ ﺣﻮﺷﺎ ﻻﻗﺖ
ﻋﺎﻭﻟﺔ ﺑﻲ ﻛﺮﻣﻮﺷﺎ
ﺑﻴﻦ ﺁﺛﺎﺭﻥ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﺷــــﺔ ﺷﺘﻼﺗﻦ
ﺗﻜﺎﺑﺲ ﺣﻮﺭﺍ
ﻛﺎﻥ ﺳﻴﻒ ﻓﻨﺎﻧﺎ ﻧﺎﺩﺭﺍ ﻭﻫﻮ ﻳﻐﻨﻲ
ﺃﻣﺮﻗﻲ ﺗﺤﺖ ﺳﺘﺮ ﻣﻴﻠﻚ ﺑﺸﻴﺸﻲ
ﺑﺸﻴﺸﻲ ﻧﻮﺍﺭﺓ
ﻭﻗﺪﺭ ﻣﺎ ﺇﺗﻮﻫﻨﺖ ﺧﻴﻠﻚ ﺗﻼﻗﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ
ﺳﻴﺎﺭﺓ
ﻳﺎ ﻗﻤﺮﺓ ﺿﻼﻡ ﻟﻴﻠﻚ
ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﻗﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﺃﻧّﺖ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻮﺭﺩﺓ
ﺗﺘﻘﺎﻃﺮ
ﻭﺷﻔﻨﺎ ﺍﻟﺸﺘﻠﺔ ﺇﺗﺮﺑّﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﻳﺔ
ﺗﺘﺪﺍﻓﺮ
ﻭﺗﺘﺒﺨّﺮ ﺷﺮﻭﺭ ﻟﻴﻠﻚ ﻓﺠﺮ ﺗﺘﻠﻢّ ﺷﻤﺎﺭﺓ
ﺃﻭﺩﻉ ﻏﻨﺎﺀﻩ ﻛﻞ ﺟﻬﺪﻩ ﻭﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﻓﻜﺎﻧﺖ
ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺑﻴﺠﻴﻚ ﻭﺗﺴﺒﺤﻲ ﻓﻲ ﺿﻴﺎﻩ
ﻭﻳﻤﺸﻲ ﻟﻴﻞ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻄﻮﻝ
ﺩﺟﺎﻩ
ﻋﻴﺸﻲ ﻋﻴﺸﺔ ﺍﻟﺮﺍﺿﻲ ﺑﻲ ﻗﺪﺭﻭ
ﻭﻗﻀﺎﻩ
ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻟﻮ ﻗﺎﺳﻲ ﻣﺎ ﺣﻴﺪﻭﻡ ﻗﺴﺎﻩ
ﻭﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﻳﻠﻘﺎﻛﻲ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ ﺯﻫﺎﻩ
ﻭﺯﻫﺮﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﻏﺎﻟﺒﻮ ﻳﻠﻢ ﺷﻔﺎﻩ
ﻛﺎﻥ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﻏﻨﺎﺋﻪ ، ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻓﻲ
ﻋﻄﺎﺋﻪ ، ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺇﻧﺴﺎﻧﻪ ، ﻛﺎﻥ ﻭﻋﺪﺍ
ﺑﺠﻴﻞٍ ﻣﺘﻔﺎﻥٍ ﻣﻌﻄﺎﺀ ، ﺟﺎﺀﻧﻲ ﺻﻮﺗﻪ
ﻣﺠﺮﻭﺣﺎ ﺑﺮﻫﻖ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺁﻻﻡ ﺍﻟﻤﺮﺽ
ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺗﻔﺠﻌﻨﻲ ﺑﻐﻨﺎﺋﻪ ،
ﻭﺍﻟﻘﻤﺎﺭﻱ ﺗﻠّﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﻮﺳﻴﻤﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﺨﻞ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﺎﺕ ، ﻭﻳﺒﺎﻫﻲ
ﻧﺨﻴﻞ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺑﺄﺭﺻﻔﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﺍﻟﺴﺎﺣﺮﺓ ﻭﺷﻮﺍﻫﻖ ﺍﻟﻌﻤﺎﺋﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ
ﺗﻄﺎﻟﻬﺎ )ﻧﻘﺰﺍﺕ ( ﺍﻟﻤﺂﺫﻥ ﻛﻤﺎ ﺻﻮّﺭ
)ﺣﻤِّﻴﺪ ( ، ﻟﺘﻌﻠﻦ ﺑﻬﺪﻳﻠﻬﺎ ﻓﻲّ ، ﺃﻏﻨﻴﺎﺕٍ
ﺃُﺧﺮ ﺗﺰﺣﻢ ﺣﻨﻴﻨﻲ ﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻭﻟﻘﺎﺀﺍﺕ
ﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ، ﻭﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ
ﺻﺎﻟﻮﻧﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻨﺒﻮﺭ
ﻭﺁﺫﺍﻥ ﺍﻟﻤﺤﺒﻴﻦ ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭﺍﻟﻨﺴﻤﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺎﻓﺢ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺑﻄﻴﺒﻬﺎ ، ﻳﻐﻨﻲ
ﻗﻠﺒﻲ ﻧﺰﻑ ﺩﻡ ﻋﺰﻟﺘﻮ ﻭﺧﻼﺹ ﺷﻴﻌﺖ
ﺍﻷﻣﺎﻧﻲ
ﻭﻟﻴﻪ ﻛﺎﺳﺎ ﺻﺪّﺍً ﺷﺮﺑﺘﻮ ﻳﺘﺠﺪﺩ ﻃﻌﻤﻮ
ﺗﺎﻧﻲ
ﻣﻌﺎﻛﻢ ﻋﻤﺮﺍ ﺳﻔﻜﺘﻮ ﻋﻠﻴﻬﻮ ﺃﻛﻴﺪ ﻛﺖ
ﺟﺎﻧﻲ
ﻭﻋﻔﻴﺘﻠﻚ ﺻﺒﺮﺍ ﺻﺒﺮﺗﻮ ﻭﻋﺬﺍﺏ ﺩﻣﻌﺎﺗﻮ
ﺍﻟﺘﻤﺎﻧﻲ
ﻭﺃﺧﺎﻑ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﻬﺮﺗﻮ ﻳﺒﻮﺡ ﺑﺎﻟﺴﺮ
ﺍﻟﻄﻮﺍﻧﻲ
ﻭﺃﺑﻴّﺖ ﻓﻮﻕ ﻟﻴﻞ ﺳﺘﺮﺗﻮ ﻭﺃﺑﺎﻛﻲ ﺍﻟﻔﺠﺮ
ﺍﻷﺑﺎﻧﻲ
ﻳﺮﻗﺪ ﺍﻵﻥ ، ﺗﺨﺘﺮﻗﻪ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﺮﺽ ،
ﻭﺗﻮﺣﺸﻪ ﺯﻣﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺍﻷﺧﻀﺮ ،
ﻳﺘﻮﺳّﺪ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻳﻄﺎﻟﻊ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﻣﺎﺿﻴﻪ
ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ، ﺗﻨﺰﻝ ﺩﻣﻌﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺔ
ﻭﺳﺎﺩﺗﻪ ﺃﻏﻨﻴﺔً ﺃﻏﻨﻴﺔ
ﻳﺎ ﺣﻠﻴﻞ ﻓﺘﺤﺔ ﻛﺘﺎﺑﻚ ﻳﻮﻡ ﻧﻀﻮﻱ ﺍﻟﻨﺎﺭ
ﻧﺬﺍﻛﺮ
ﺍﻧﺖ ﻓﻲ ﺭﻳﻌﺎﻥ ﺷﺒﺎﺑﻚ ﺩﺧﺮﻱ ﻟﻲ ﺩﻧﻴﺎﻳﺎ
ﺑﺎﻛﺮ
ﻭﺗﺴﺒﺢ ﺃﺣﻼﻣﻪ ﻏﻴﻤﺔً ﻏﻴﻤﺔ ، ﻛﺎﻥ
ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻤّﺎﺣﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ
ﺍﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ، ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ
ﺛﻮﺏ ﺍﻟﺤﺒﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ
ﻳﺘﻠﺒّﺴﻪ ﻏﻨﺎﺀ )ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ( ﺇﻟﻰ ﻋﻮﺍﻟﻢ
ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻨﻀﺢ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ، ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ ، ﻭﺟﺪﻳﺪ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ.
ﺃﺟﺮﻱ ﻳﺸﺮﺩ ﺧﺎﻃﺮﻱ ﻭﺍﺗﺬﻛﺮ ﺻﺒﺎﻳﺎ
ﺳﺎﻋﺘﻲ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺘﺎﻫﻤﻨﻲ ﻛﺴﺮﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻳﺎ
ﺟﻴﺖ ﻛﺎﻳﺲ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻏﺮﺩﺍﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ
ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﺘﺠﺎﺭﻯ ﻭﺍﻟﺤﻴﺮﺍﻥ ﻭﺭﺍﻳﺎ
ﺟﻴﺘﻮ ﺍﻃﺮﻯ ﺍﻋﺬﺍﺭﻱ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻔﺎﻳﺔ
ﺍﻻ ﺑﺮﺿﻮ ﻋﻔﺎﻧﻲ ﺣﻦّ ﻋﺸﺎﻥ ﺑﻜﺎﻳﺎ
ﻳﺮﻗﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻏﻨﻴﺎﺗﻪ ﻭﻣﺎﺿﻲ ﺃﻟﺤﺎﻧﻪ ،
ﺣﻮﻟﻪ ﻳﻠﺘﻒّ ﻣﻌﺠﺒﻮﻩ ﺯﺍﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﻻﻡ
ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ، ﻭﺩﺍﻓﻌﺎ ﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ
ﻭﻗﺪﻳﻢ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ﺑﻴﺘﺎ ﺑﻴﺘﺎ
ﻳﺎ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻤﺮ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ
ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﺫﻛﺮﺍﻫﺎ ﺃﺑﺪﺍ ﻣﺎ ﺑﺘﻐﻴﺐ
ﻳﺤﺎﺩﺙ ﺑﻼﺩﻩ ﺑﺤﺮﻭﻑ ﻋﻤﻴﻘﺔ ،
ﻭﻳﻄﺎﻟﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﻭﺗﺎﺭ ﻃﻨﺒﻮﺭﻩ
ﺗﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻤﺎﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻮ ﻭﺍﻟﺮﻓﻌﺔ
ﺃﻣﻮﻧﺔ ﻣﺎﻧﻲ ﻏﺮﻳﺐ ﺇﻻ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻏﺮﺑﺔ
ﺯﻱ ﺷﺎﻓﻌﺎ ﻣﻊ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻓﻲ ﺣﻀﻨﻚ ﺍﺗﺮﺑّﻰ
ﻛﻴﻒ ﺗﺴﻠﺐ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﻣﺎﺿﻴﻪ ﻣﻦ ﺷﺐّ
ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺩﻧﻴﺎﻩ ﻏﻴﺮ ﺃﻏﻨﻴﺎﺗﻪ ،
ﻭﺃﻟﺤﺎﻧﻪ ، ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﺇﺑﺪﺍﻋﻪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ،
ﻳﺘﻜﺊ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﺤﻔّﻪ ﺩﻋﻮﺍﺕ
ﻭﺍﺑﺘﻬﺎﻻﺕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻨﺎﺛﺮﻭﻥ
ﻣﻦ ﻏﻨﺎﺋﻪ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ
ﻭﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻔﺮ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ
ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻧﺒﺾ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﻔﻖ ﺃﻏﻨﻴﺎﺕٍ
ﻭﺃﻏﻨﻴﺎﺕ
ﺃﻭﺻﻔﻠﻚ ﻗﻮﺍﺳﻴﺒﻨﺎ ؟
............... ...........
ﺃﻣﺮﻗﻲ ﻭﺳﻂ ﺭﻭﺍﻛﻴﺒﻚ
ﻳﻼﻗﻨّﻚ ﺑﻘﺮ ُﻧﻔّﺲ
ﺗﺨﻠِّﻴﻬﻦ
ﻭﺑﻌﺪ ﺇﻧﻘﺎﻳﺔ ﺇﻧﻘﺎﻳﺘﻴﻦ ﺗﺸﻮﻓﻲ ﺍﻟﺒﺘِّﻖ
ﺍﻟﻔﻴﻬﻦ
ﺗﺒﻦ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﻳﻲ ﺩﺍﻙ
ﻣﺤﻞ ﺭﺍﻳﺎﺕ ﻭﻫﻮﺍﺑﻴﻦ
ﻣﺤﻞ ﻧﺘﻼﻗﻰ ﻧﺘﻘﺎﻟﺪ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﻘﻴﺴﺎﺏ
ﻳﺒﻴﻦ ﺃﺗﺮ ﺍﻟﻐﺒﺶ ﺩﻳﺪﺍﺏ
ﻫﻨﺎ ﺍﻟﻘﻴﺴﺎﺏ
ﺗﻔﻴﺾ ﻭﺗﻌﻢ ﻣﻨﺎﺳﻴﺒﻚ
ﺣﺎﺻﺮﺗﻪ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺮﺃ ﻣﻊ ﻋﻨﺘﺮﺓ
)ﻫﻞ ﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﻣﺘﺮﺩّﻡ (
ﻓﺄﺟﺘﻬﺪ ﻳﻠﻮّﻥ ﺃﻏﺎﻧﻴﻪ ﺑﻤﻌﺎﻥٍ ﺟﺪﻳﺪﺓ
ﺩﺳّﻴﻨﻲ ﺩﺳّﻴﻨﻲ ﺷﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻏﻼّﺏ
ﻭﺍﻟﺮﻳﺢ ﻣﺒﺎﺭﻳﻨﻲ ﺩﺳّﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻫﺪﺍﺏ
ﺳﺮﺝ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺑﺎﻟﻄﻮﻝ ﻣﻊ ﺍﻧﻲ ﻛﺖ
ﺭﻛّﺎﺏ
ﻛﻢ ﻣﺮﺓ ﺭﺍﻣﻴﻨﻲ ﺩﺳّﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻫﺪﺍﺏ
ﻟﻮ ﻟﺤﻈﺔ ﻳﺎ ﻭﺍﺩﻱ ﻣﻦ ﻏﻴﻤﻚ ﺍﻟﻜﻀّﺎﺏ
ﺗﺘﺤﺪّ ﺗﺮﻭﻳﻨﻲ ﺩﺳّﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻫﺪﺍﺏ
ﺟﺎﻳﻴﻚ ﻣﻦ ﻣﺎﺿﻲ ﺍﻟﺨﻠﻮﺓ ﻭﺍﻟﻜُﺘّﺎﺏ
ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺰﺍﺯﻳﻨﻲ ﺩﺳّﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻫﺪﺍﺏ
ﺣﺐّ ﺍﻟﻨﺪﻯ ﺍﻟﻤﺸﺘﻮﻝ ﻓﻮﻕ ﻭﺭﺩﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﺪﻳﺪﺍﺏ
ﺧﻔّﻒ ﻣﻮﺍﺯﻳﻨﻲ ﺩﺳّﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻫﺪﺍﺏ
ﻭﻫﺎﻫﻮ ﺍﻵﻥ ﻳﻐﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻳﺘﺄﻣﻞ
ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻥ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻌﻴﺪ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺃﻭﺭﺍﻗﻪ ،
ﻭﻳﻤﻨﺤﻪ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﺴﻤﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﻻﻡ
ﻟﻴﻌﻮﺩ ﻧﺎﺑﻀﺎ ﺑﺎﻟﺸﻮﻕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ
ﻭﺃﺻﻴﻞ ﺍﻟﻨﺸﻴﺪ ، ﻳﻐﺾ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻋﻦ
ﺑﻴﺖ ﺷﻌﺮٍ ﻏﻨّﺎﻩ ، ﻭﻳﺨﺸﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺸﻪ
ﻟﻲ ﻛﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻴﺮ ﺗﻔﺘﺶ ﻭﺇﻧﺖ ﻓﺘّﻬﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﺎﺩﺓ
ﻳﻈﻞ ﺳﻴﻒ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺭﻣﺰﺍ
ﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻭﻳﻞ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ﻭﺃﺷﺠﺎﻥ
ﺍﻟﻤﺤﺒﻴﻦ ﺍﻟﻌِﻈﺎﻡ ، ﻭﺃﺷﻮﺍﻕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﻴﻦ
ﺍﻟﻮﺟﺪﻯ ، ﻳﺘﻄﻠﻊ ﺇﻟﻰ ﺳﻘﻒ ﻏﺮﻓﺘﻪ ،
ﺩﺍﻣﻌﺎ ﻳﺴﺘﻌﻴﺪ ﺷﺮﻳﻂ ﺃﻳﺎﻣﻪ ، ﺃﺷﺠﺎﻧﻪ ،
ﺃﻏﺎﻧﻴﻪ ، ﻭﻛﻞ ﺃﺣﻼﻣﻪ ، ﻭﻫﻮ ﻳﻬﻮِّﻡ ﻣﻊ
ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺪﻭﻥ ﺃﻭ ﺍﺑﻦ ﻋﺮﺑﻲ ﻻ ﻓﺮﻕ
ﺃﺧﺬﺕ ﺛﻠﺚ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻏﺼﺒﺎ ﻭﻟﻲ ﺛﻠﺚ
ﻭﻟﻠﻤﺤﺒّﻴﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺛﻠﺚ
ﺗﺎﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﺣﻠﻒ ﺍﻟﻌﺸّﺎﻕ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻮﺗﻰ ﻣﻦ
ﺍﻟﻮﺟﺪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺒﻴﻦ ﻣﺎ ﺣﻨﺜﻮﺍ
ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻤﺤﺒّﻴﻦ ﺻﺮﻋﻰ ﻓﻲ ﻋِﺮﺍﺻِﻬِﻢُ
ﻛﻔﺘﻴﺔ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻣﺎ ﻳﺪﺭﻭﻥ ﻣﺎ ﻟﺒﺜﻮﺍ