منتديات ابدوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


شايقيه وبديريه الي الابد وهذا الخليط سكن هذه المنطقه التي تعتبر اخر ممالك الشايقيه عن الممالك الاخري والموقع الجغرافي هي منطقه جزء من المناطق الانتقاليه الفاصله بين حدود الشايقيه والدناقله ويحدها من الشمال من بعد النيل منطقة العفاض ومن الغرب منطقة قوشابي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 جيفــــــــــــــــــــــارا النشاه والمولد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ميرغني السيد
Admin
ميرغني السيد


عدد المساهمات : 138
تاريخ التسجيل : 24/09/2012
العمر : 34

جيفــــــــــــــــــــــارا النشاه والمولد Empty
مُساهمةموضوع: جيفــــــــــــــــــــــارا النشاه والمولد   جيفــــــــــــــــــــــارا النشاه والمولد I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 09, 2012 11:02 am

ﺩﻯ ﻗﺼﻪ ﺣﻴﺎﺗﻪ
ﻭﻟــﺪ ﻓﻲ
14 ﻣﺎﻳﻮ 1928
ﺍﻷﺭﺟﻨﺘﻴﻦ
ﺗﻮﻓﻲ ﻓﻲ
9 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 1967
ﺑﻮﻟﻴﻔﻴﺎ
ﺇﺭﻧﺴﺘﻮ ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ ﺩِ ﻻ ﺳﻴﺮﻧﺎ Ernesto
Guevara de la Serna )ﻳﻨﻄﻖ ﮔﻴﭭﺎﺭﺍ،
ﺑﺎﻟﺠﻴﻢ ﺍﻟﺨﺮﺳﺎﺀ ( 14) ﻣﺎﻳﻮ 1928 ﺍﻟﻰ
9 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ (1967 ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﺑﺘﺸﻲ
ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ ﻫﻮ ﺛﻮﺭﻱ ﻛﻮﺑﻲ ﺃﺭﺟﻴﻨﺘﻴﻨﻲ
ﺍﻟﻤﻮﻟﺪ، ﻛﺎﻥ ﺭﻓﻴﻖ ﻓﻴﺪﻳﻞ ﻛﺎﺳﺘﺮﻭ.
ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺛﻮﺭﻳﺔ ﻓﺬّﺓ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ. ﻭﻫﻮ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻳﺴﺎﺭﻳﺔ
ﻣﺤﺒﻮﺑﺔ. ﺩﺭﺱ ﺍﻟﻄﺐ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﺑﻮﻳﻨﻴﺲ ﺃﻳﺮﻳﺲ ﻭ ﺗﺨﺮﺝ ﻋﺎﻡ 1953،
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺭﺋﺘﻴﻪ ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﻮ , ﻭﻟﻢ
ﻳﻠﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﺘﺠﻨﻴﺪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺑﺴﺒﺐ ﺫﻟﻚ
ﻗﺎﻡ ﺑﺠﻮﻟﺔ ﺣﻮﻝ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻣﻊ
ﺃﺣﺪ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﺩﺭﺍﺟﺔ ﻧﺎﺭﻳﺔ
ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺐ ﻭ
ﻛﻮﻧﺖ ﻧﻠﻚ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻭ
ﺇﺣﺴﺎﺳﻪ ﺑﻮﺣﺪﻩ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ
ﻭﺍﺣﺴﺎﺳﻪ ﺑﺎﻟﻈﻠﻢ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ
ﺍﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺰﺍﺭﻉ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ
ﺍﻻﻣﻴﺮﻳﻜﻲ . ﺗﻮﺟﻪ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ
ﻏﻮﺍﺗﻴﻤﺎﻻ ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﻳﻘﻮﺩ
ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻳﺴﺎﺭﻳﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ ، ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ ، ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ
ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻻﺭﺽ
ﻭﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ، ﺗﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺛﻮﺭﻳﺔ ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ.
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺔ
ﺍﻟﻐﻮﺍﺗﻴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1954 ﺑﺎﻧﻘﻼﺏ
ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻣﺪﻋﻮﻡ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﻛﺎﻟﺔ
ﺍﻹﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ، ﻗﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﻟﺪﻯ
ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ ﺭﺅﻳﺔ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻀﻄﻬﺪﺓ ﻟﺪﻭﻝ
ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺘﺒﻨﻲ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﻓﺤﺎﻭﻝ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺯﺍﺋﻴﺮ ﺍﻻ ﺍﻥ ﻋﺪﻡ
ﺗﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﺍﻷﻓﺎﺭﻗﺔ ﻭﺣﺎﺟﺰ ﺍﻟﻠﻐﺔ
ﺣﻄﻤﺖ ﺁﻣﺎﻟﻪ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ
ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ.
ﻗﺘﻞ ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ ﻓﻲ ﺑﻮﻟﻴﻔﻴﺎ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ
ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺛﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻫﻨﺎﻙ،
ﻭﺗﻤﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ
ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻣﺖ
ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﻔﻴﺔ ﺑﻘﺘﻠﻪ. ﻭﻗﺪ ﺷﺒّﺖ
ﺃﺯﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻏﺘﻴﺎﻟﻪ ﻭﺳﻤﻴﺖ
ﺑﺄﺯﻣﺔ "ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ" ﺃﻱ ﻣﺬﻛﺮﺍﺗﻪ.
ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﻧﺸﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺬﻛﺮﺍﺕ ﺑﻌﺪ
ﺍﻏﺘﻴﺎﻟﻪ ﺑﺨﻤﺴﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻭﺻﺎﺭ ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ
ﺭﻣﺰ ﻣﻦ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻠﻢ. ﻧﺸﺮ
ﻓﻠﻴﻜﺲ ﺭﻭﺩﺭﻳﺠﻴﺲ، ﺍﻟﻌﻤﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ
ﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ (CIA) ﻋﻦ
ﺇﻋﺪﺍﻡ ﺗﺸﻲ ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ. ﻭﺗﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺁﺧﺮ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺣﻴﺎﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ
ﺍﻷﺭﺟﻨﺘﻴﻨﻲ ﻗﺒﻞ ﺇﻋﺪﺍﻣﻪ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎﺹ
ﺏ"ﻻ ﻫﻴﻐﻮﻳﺮﺍ" ﻓﻲ ﻏﺎﺑﺔ "ﻓﺎﻟﻲ
ﻏﺮﺍﻧﺪﻱ" ﺑﺒﻮﻟﻴﻔﻴﺎ، ﻓﻲ 9 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ
)ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ( ﻣﻦ ﻋﺎﻡ .1967 ﻭﺗﻈﻬﺮ
ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺃﺳﺮ ﺗﺸﻲ ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ،
ﻭﺍﺳﺘﻠﻘﺎﺋﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻋﻴﻨﺎﻩ ﺷﺒﻪ
ﺍﻟﻤﻐﻠﻘﺘﺎﻥ ﻭﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻤﻮﺭﻡ ﻭﺍﻷﺭﺽ
ﺍﻟﻤﻠﻄﺨﺔ ﺑﺪﻣﻪ ﺑﻌﺪ ﺇﻋﺪﺍﻣﻪ. ﻛﻤﺎ ﺗﻨﻬﻲ
ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻛﻞ ﺍﻹﺷﺎﻋﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﻣﻘﺘﻞ ﺗﺸﻲ
ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﻃﺎﺣﻨﺔ ﻣﻊ
ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﻔﻲ. ﻭﻗﺒﻴﻞ ﻋﺪﺓ ﺷﻬﻮﺭ،
ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻓﻠﻴﻜﺲ ﺭﻭﺩﺭﻳﺠﻴﺲ
ﺍﻟﻨﻘﺎﺏ ﻋﻦ ﺃﻥ ﺃﻳﺪﻱ ﺗﺸﻲ ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ ﺑُﺘﺮﺕ
ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻌﺮٌﻑ ﻋﻠﻰ ﺑﺼﻤﺎﺕ ﺃﻳﺪﻳﻪ.
ﻛﺮﻩ ﺗﺸﻲ ﺍﺗﻜﺎﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭ
ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ
ﻭﺗﻮﺯﻳﻌﻪ. ﻭﻷﻧﻪ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺭﺱ
ﻓﻌﻼ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻛﺎﺭﻝ ﻣﺎﺭﻛﺲ ﺑﻴﻦ ﻗﺎﺩﺓ
ﺣﺮﺏ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻛﻮﺑﺎ ،
ﻓﺎﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺘﻘﺮ ﺍﻟﺒﻴﺮﻭﻗﺮﺍﻃﻴﻴﻦ ﻭﻣﺎﻓﻴﺎ
ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﻌﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺘﺎﻑ
ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺎﺕ
ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﻛﻮﺑﺎ ﺃﻳﻀﺎ.
ﻛﺸﻒ ﺁﻱ ﺍﻑ ﺳﺘﻮﻥ ﻛﻴﻒ ﺍﻧﻬﻤﻚ ﺗﺸﻲ
ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ ﻓﻲ ﻧﻘﺎﺵ ﻋﻠﻨﻲ، ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺆﺗﻤﺮ
ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮﻧﺘﻲ ﺩﻳﻞ ﺍﺳﺘﻲ ﺑﺄﻭﺭﺟﻮﺍﻱ
ﻣﺒﻜﺮﺍ ﻓﻲ - - 1961 ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﻓﻲ
ﺍﻷﺭﺟﻨﺘﻴﻦ ﺣﻴﺚ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﻄﺐ ﻫﻨﺎﻙ - -
ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ
ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ. ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ، ﻣﺮ ﺑﻬﻢ
ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ
ﺍﻷﺭﺟﻨﺘﻴﻨﻲ. ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ ﺃﻥ
ﻳﻤﻨﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻴﺎﺡ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻝ،
"ﻫﻴﻲ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻧﺘﻢ ﻫﻨﺎ، ﺃﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺃﻥ
ﺗﺒﺪﺀﻭﺍ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ؟"
ﺗﺸﻲ، ﻣﺜﻞ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ
ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻟﻠﻴﺴﺎﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ،
ﺧﺎﺽ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻊ ﺑﻴﺮﻭﻗﺮﺍﻃﻴﺔ
ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻭﻣﻘﺖ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻬﻢ
ﻟﻔﺮﺽ ﺑﻴﺮﻭﻗﺮﺍﻃﻴﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ
ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﻟﻠﺴﻜﺎﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴﻴﻦ.
ﻭﻓﻌﻼ، ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻛﻮﺑﺎ ﺻﻨﻌﺖ، ﻋﻠﻰ
ﻋﻜﺲ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮﻳﻦ
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ
ﻋﻦ، ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ
ﻟﻠﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺍﻟﻜﻮﺑﻲ. ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺧﺬ
ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺻﻨﻌﻬﺎ ﻋﺪﺓ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻓﻘﻂ
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﺍﺧﺬ ﺳﻠﻄﺔ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﺩﺍﻓﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﺰﺏ - - ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ
ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻀﻊ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ
ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻮﺑﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ.
ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﻌﺾ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺘﻨﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻔﺤﺺ
ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﺗﺸﻲ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ.
ﺍﺣﺪ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ: ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ
ﻛﻮﺑﺎ ﺍﻟﻤﺘﺰﺍﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ
)ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﺟﻪ ﻳﻤﺎﺛﻞ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ
ﺍﻟﻤﺘﺰﺍﻳﺪ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﺩﻳﻜﺎﻟﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ
ﺃﻣﻮﺍﻝ ﻭﻟﻮﺍﺯﻡ ﻟﻮﻟﺒﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ .( ، ﻗﺮﺭﺕ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﻬﺎ ﺍﻟﻴﺎﺋﺲ ﻟﻠﻨﻘﺪ
ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺷﺮﺍﺀ ﻟﻮﺍﺯﻡ ﺷﻌﺒﻬﺎ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ
- - ﻭﺑﻌﺪ ﻧﻘﺎﺵ ﻣﺮﻳﺮ - - ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ
ﺗﻀﻴﻊ ﻓﺮﺻﺔ ﺗﻨﻮﻳﻊ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻓﻲ ﻛﻮﺑﺎ
ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﺤﺼﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ، ﻗﺼﺐ ﺍﻟﺴﻜﺮ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻢ
ﺗﺒﺎﺩﻟﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ،
ﻟﺘﺴﺘﻬﻠﻚ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﻭﺗﻌﻴﺪ
ﺑﻴﻊ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ.
ﻭﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ ﻓﻘﺪﺕ ﻛﻮﺑﺎ، ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ
ﺗﺤﺬﻳﺮﺍﺕ ﺗﺸﻲ )ﻭﺍﻵﺧﺮﻳﻦ (، ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ
ﻋﻠﻰ ﺇﻃﻌﺎﻡ ﺷﻌﺒﻬﺎ ﻧﻔﺴﻪ - - ﻭﻫﻲ
ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻠﻐﺖ ﺃﺑﻌﺎﺩﺍ ﻣﺪﻣﺮﺓ
ﺑﺎﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﻋﺎﻡ .1991
ﻭﻫﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺪﻗﺖ
ﺑﺎﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ
ﻣﻌﺘﺮﻓﺎ ﺑﻬﺎ ﻛﺪﻭﻝ ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺳﻌﻮﺍ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ
ﻭﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻌﻮﺍ ﺛﻤﻨﻪ ﺑﺎﻹﻧﺘﺎﺝ
ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ. ﻛﺎﻥ
ﺭﺩ ﻓﻌﻞ ﺗﺸﻲ: ﻻ ﺗﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﺴﻮﻕ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ. ﺍﺭﻓﺾ ﺗﺤﻠﻴﻼﺕ ﺍﻟﺘﻜﻠﻔﺔ/
ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ) cost/benefit ( ﻛﻤﻌﻴﺎﺭ ﻟﻤﺎ
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺇﻧﺘﺎﺟﻪ. ﺁﻣﻦ ﺗﺸﻲ، ﺑﺎﻥ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺣﻘﻴﻘﺔ، ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ
ﻳﺠﻌﻞ ﻃﻤﻮﺣﻪ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﻪ ﺷﻌﺒﻪ
ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻭﺍﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ
ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﻓﻮﺭﺍ، ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻭﺍﻥ ﻭﺯﻣﺎﻥ.
ﻭﺣﺘﻰ ﺗﺒﻠﻎ ﺫﻟﻚ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﺃﻥ ﺗﺮﻓﺾ
ﻣﻌﻴﺎﺭ "ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ"، ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺮﻋﻰ
ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺣﺘﻰ
ﺗﺨﻠﻖ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ
ﺫﻟﻚ.
ﺍﺻﻄﺪﻡ ﺍﺣﺘﻘﺎﺭ ﺗﺸﻲ ﻟﻜﻬﻨﻮﺕ
ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ )ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﺒﺮ
ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎﺭﻛﺴﻴﺎ (، ﻭﺍﺣﺘﻘﺎﺭﻩ
ﻟﻠﺒﻴﺮﻭﻗﺮﺍﻃﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻟﻮﻥ، ﺍﺻﻄﺪﻡ
ﺑﺎﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺎﺭﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻴﺔ" .ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ"، ﻋﻨﺪ ﺗﺸﻲ
ﻭﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻠﻬﻢ ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ،
ﺗﻘﻬﻘﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺍﻷﺟﻨﺪﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ.
ﺃﻣﻤﻴﺔ ﺗﺸﻲ ﻭﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻪ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮﺍﺀ
ﻭﺍﻟﻤﻨﺒﻮﺫﻳﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ، ﻭﺭﻓﻀﻪ
ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻘﺪﺍﺳﺔ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺿﺪ ﺇﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ،
ﺃﻟﻬﻤﺖ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﺩﻳﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ. ﻧﺎﺩﻯ ﺗﺸﻲ
ﺍﻟﺮﺍﺩﻳﻜﺎﻟﻴﻴﻦ ﻟﻨﺤﻮﻝ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻲﺀ
ﺟﺪﻳﺪ، ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺃﻧﺎﺱ ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﻴﻮﻥ ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻫﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﺭﺍ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ
ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺃﻣﻞ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻧﺤﻘﻖ ﻓﻌﻼ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ. ﻧﺪﺍﺅﻩ
"ﺑﺎﻥ ﻧﺒﺪﺃ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻌﻨﻰ
ﺍﻵﻥ" ﺗﺮﺩﺩ ﺻﺪﺍﻩ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ،
ﻓﺎﺗﺤﺎ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﻟﻴﺼﻞ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ
ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺩﻳﺔ ﺳﺎﺭﺗﺮ، ﻭﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ
ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻤﺘﺪﺍ ﻧﺤﻮ ﻣﺎﺭﻛﺲ. ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ، ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻧﺘﺰﺍﻉ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻻﺷﺘﺒﺎﻙ ﻣﻊ ﺍﻟﻈﻠﻢ
ﺑﻜﻞ ﺃﺷﻜﺎﻟﻪ، ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ، ﻭﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﻭﺿﻊ ﻣﺜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻓﻮﺭﺍ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ، ﺻﺎﻍ ﺗﺸﻲ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ
ﻣﻮﺟﺔ ﻣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ.
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺸﻲ، ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻴﺔ
ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ" :ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺴﺐ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﺇﻟﻰ
ﻛﻞ ﺣﺴﺐ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﻪ"، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ
ﺷﻌﺎﺭﺍ ﻟﻠﻤﺪﻯ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺿﺮﻭﺭﺓ
ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻠﺤﺔ ﻳﺠﺐ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻔﻮﺭ. ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻞ ﺍﻟﻤﻀﻨﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺑﻠﺪ
ﺻﻐﻴﺮ )ﺃﻭ ﻣﺤﻄﺔ ﺇﺫﺍﻋﻴﺔ (!!!! ﻃﺒﻘﺎ
ﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ
ﺍﻵﺧﺮ، ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ
ﻫﺠﻮﻡ ﺍﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ
)ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺣﺼﺎﺭ ﻭﻣﻘﺎﻃﻌﺔ، ﻭﻏﺰﻭ،
ﻭﺗﻬﺪﻳﺪ ﺑﺤﺮﺏ ﻧﻮﻭﻳﺔ، ﻭﺗﺤﺮﺷﺎﺕ
ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ (، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ
ﻳﺼﺎﺭﻉ ﺿﺪ ﺭﺅﻳﺔ ﺗﺸﻲ ﻭﺿﻴﻖ
ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻟﺒﺪﺍﺋﻞ
ﺃﺣﻼﻫﻤﺎ ﻣﺮ.
ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻤﺎﺗﻨﺎ ﺍﻵﻥ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ، ﺗﻮﺍﺟﻪ ﻧﻔﺲ ﻫﺬﻩ
"ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ" ﺍﻟﻴﻮﻡ.
ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﺿﺔ،
ﺣﺎﻭﻝ ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ ﻭﺿﻊ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ
ﻟﻜﻮﺑﺎ، ﻭﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ. ﺃﺩﺍﺭ ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ
ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ،
ﻛﻮﺯﻳﺮ ﻟﻠﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﻦ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﻓﻘﺮ
ﻣﺪﻗﻊ، ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻛﻤﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ، "ﻣﺨﺎﻃﺮ
ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ."
ﺍﺳﺘﺸﺎﻁ ﺍﻟﺒﻴﺮﻭﻗﺮﺍﻃﻴﻮﻥ ﺍﻟﺮﻭﺱ
ﻏﻴﻈﺎ، ﻣﺜﻞ ﺃﻱ ﺑﻨﻜﻴﺮ ﺭﺃﺳﻤﺎﻟﻲ، ﻣﻦ
ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑـ "ﺧﺬ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎﺟﻪ،
ﻭﻻ ﺗﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﺳﺪﺍﺩﻩ." ﻓﻘﺪ
ﻧﺒﻬﻮﺍ ﻓﻴﺪﻝ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ
ﺗﺸﻲ ﻭﺷﺪﺩﻭﺍ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﺻﺪﺍﺭ ﻟﻮﺍﺋﺢ
ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ "ﺍﻷﻣﺜﻞ" ﻟﻠﺘﻤﻮﻳﻞ،
ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ
ﺳﻨﺔ ﺗﺤﺖ ﺣﻜﻢ ﺑﺮﺟﻨﻴﻒ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪﻭ
ﻟﻢ ﻳﺘﻌﻠﻤﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﺷﻲﺀ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺭﺕ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻮﻟﻨﺪﺍ ﻟﺘﺴﺪﺩ
ﺩﻳﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻀﺨﻤﺔ ﻟﻠﺒﻨﻮﻙ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ،
ﻣﺴﺒﺒﺔ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻭﺍﺳﺘﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺩﻓﻌﺖ
ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺒﻮﻟﻨﺪﻳﺔ ﻻﺗﺨﺎﺫ ﺭﺩ
ﻓﻌﻞ ﺗﻤﺜﻞ ﻓﻲ: ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﻨﻈﻤﺔ
"ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ.Solidarnosc - " ﻓﻌﻼ، ﻛﺎﻥ
ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﺃﻓﻀﻞ ﺻﺪﻳﻖ ﺻﺎﺩﻓﻪ ﺗﺸﻴﺲ ﻣﺎﻧﻬﺎﺗﻦ
ﻓﻲ ﻋﻤﺮﻩ! ﻭﻗﺪ ﺩﻓﻊ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺜﻤﻦ
ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ.
ﻓﻲ 1959، ﺍﻛﺘﺴﺢ ﺭﺟﺎﻝ ﺣﺮﺏ
ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺎﺕ، ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﻓﻴﺪﻝ ﻛﺎﺳﺘﺮﻭ،
ﻫﺎﻓﺎﻧﺎ ﻭﺍﺳﻘﻄﻮﺍ ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻔﻮﻟﺠﻨﺴﻴﻮ ﺑﺎﺗﻴﺴﺘﺎ. ﻫﺬﺍ
ﺑﺮﻏﻢ ﺗﺴﻠﻴﺢ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ
ﻭﺗﻤﻮﻳﻠﻬﺎ ﻟﺒﺎﺗﻴﺴﺘﺎ ﻭﻟﻌﻤﻼﺀ ﺍﻟـ CIA
ﺩﺍﺧﻞ ﺟﻴﺶ ﻋﺼﺎﺑﺎﺕ ﻛﺎﺳﺘﺮﻭ.
ﻛﺎﻥ ﻓﺮﺍﻧﻚ ﻓﻴﻮﺭﻳﻨﻲ، ﺑﺮﺗﺒﺔ ﻟﻴﻔﺘﻨﺎﻧﺖ
ﻓﻲ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺎﺕ، ﻓﻌﻠﻴﺎ، ﻭﺍﺣﺪﺍ
ﻣﻦ ﻋﻤﻼﺀ ﺍﻟـ CIA ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﻳﻦ ﻫﻨﺎﻙ.
ﻃﻔﺎ ﺍﺳﻢ ﻓﻴﻮﺭﻳﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﺑﻌﺪ
ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻗﻼﺋﻞ ﻛﺄﺣﺪ ﻣﺨﻄﻄﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﺧﻠﻴﺞ ﺍﻟﺨﻨﺎﺯﻳﺮ ﻟﻐﺰﻭ ﻛﻮﺑﺎ، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ
ﺑﺴﻨﺘﻴﻦ ﻛﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ "ﺍﻷﻓﺎﻗﻴﻦ" ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺒﺾ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺩﻻﺱ ﺑﻌﺪ
ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻗﻼﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ
ﻛﻨﻴﺪﻱ ﻭﺃﻃﻠﻖ ﺳﺮﺍﺣﻪ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻓﻮﺭﺍ
)ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ "ﺍﻷﻓﺎﻗﻴﻦ" ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﺳﻮﻯ ﻋﻤﻴﻞ ﺍﻟـ CIA ﻫﻮﺍﺭﺩ ﻫﺎﻧﺖ (،
ﻭﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ ﻛﺄﺣﺪ ﺍﻟﺠﻨﺎﺓ ﺍﻟﻤﺘﻮﺭﻃﻴﻦ
ﻓﻲ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟـ CIA
ﻻﻏﺘﻴﺎﻝ ﻓﻴﺪﻝ ﻛﺎﺳﺘﺮﻭ.
ﺫﺍﻉ ﺻﻴﺖ ﻓﻴﻮﺭﻳﻨﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ
ﻓﻲ 1973 ﻛﺄﺣﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻄﻮ
ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻛﺰ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﺏ
ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻨﺪﻕ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ
ﺑﺎﺳﻢ ﻭﻭﺗﺮﺟﻴﺖ، ﻣﻨﺘﻌﻼ ﺍﺳﻢ ﻓﺮﺍﻧﻚ
ﺳﺘﻮﺭﺟﺲ. ﺣﻘﺎ، ﻟﻘﺪ ﺩﺑﺮﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ
ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻀﺒﻮﻁ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ
ﺟﻠﺴﺎﺕ ﺍﺳﺘﻤﺎﻉ ﻭﻭﺗﺮﺟﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ
ﺇﺛﺎﺭﺓ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﺳﺘﻔﻬﺎﻡ ﺟﺪﻳﺔ ﺣﻮﻝ
ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺧﻠﻴﺞ ﺍﻟﺨﻨﺎﺯﻳﺮ ﻭﻋﻤﻠﻴﺎﺕ
ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﻮﺑﺎ،
ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺗﻜﺸﻔﺖ "ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ"
ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺷﺮﺍﺋﻂ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺳﺮﻳﺔ
ﺗﺨﺺ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻷﺑﻴﺾ. ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ، ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﻨﺎﻩ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ: ﻣﺎﺫﺍ
ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻧﻴﻜﺴﻮﻥ ﻭﻣﺘﻰ ﻋﻠﻢ ﺑﻪ،
ﺃﻣﺎ ﺍﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺒﺄﺓ ﺑﺎﻻﻧﻔﺠﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ
ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﺮﻱ ﻟﺘﺪﺧﻼﺕ ﺍﻟـ CIA
ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻮﺑﺎ، ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ
ﺑﻤﻘﺘﻞ ﺟﻮﻥ ﻑ ﻛﻴﻨﺪﻱ، ﻭﻣﺤﺎﻭﻻﺕ
ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﻛﺎﺳﺘﺮﻭ، ﻓﻘﺪ ﺗﻢ ﺗﺠﻨﻴﺒﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ
ﻓﻌﺎﻝ.
ﺇﻻ ﺍﻧﻪ ﻭﺗﺤﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ
ﺑﺎﻟﺤﺮﺏ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ - -
ﺣﺮﺑﺎ ﻋﻠﻨﻴﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ
ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ - - ﺧﻄﺖ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻮﺑﻴﺔ، ﺑﺘﺤﺮﻳﺾ ﻣﻦ ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ
ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ، ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ
ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺟﺴﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻧﺤﻮ
"ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﺍﺯ ﺟﺪﻳﺪ."
ﻗﺎﺭﻥ ﺑﻴﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ "ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ"
ﺳﺎﺑﻘﺎ، ﺍﻟﺘﻲ ﺿﺤﺖ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﺕ
ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻬﺎ، ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﺮﺣﺒﺔ
ﺑﺎﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻲ، ﻣﻦ ﺍﺟﻞ
ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ. ﺗﺸﻲ، ﻛﺮﺋﻴﺲ ﻟﺒﻨﻚ ﻛﻮﺑﺎ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ، ﻭﻫﻮ ﻳﺒﺤﺮ ﺿﺪ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ
ﺩﺍﺋﻤﺎ - - ﺟﻌﻞ ﻭﺭﻕ ﺍﻟﺒﻨﻜﻨﻮﺕ ﺍﻟﻜﻮﺑﻲ
ﻣﺸﻬﻮﺭﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻗﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻜﻠﻤﺔ
"ﺗﺸﻲ." ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺄﻟﻪ
ﺗﺸﻲ ﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻟﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺒﻨﻚ، "ﺃﻳﻦ ﺗﻮﺩﻉ ﻛﻮﺑﺎ ﺍﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﺫﻫﺒﻬﺎ
ﻭﺩﻭﻻﺭﺍﺗﻬﺎ؟" ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺧﺒﺮﻭﻩ، "ﻓﻲ
ﻓﻮﺭﺕ ﻧﻮﻛﺲ"، ﺑﺪﺃ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻓﻲ ﺗﺤﻮﻳﻞ
ﺍﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﻜﻮﺑﻲ ﻟﻌﻤﻼﺕ ﻏﻴﺮ
ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺗﻢ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻟﻠﺒﻨﻮﻙ ﺍﻟﻜﻨﺪﻳﺔ
ﻭﺍﻟﺴﻮﻳﺴﺮﻳﺔ. (1)
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺗﺸﻲ ﻣﻨﺼﺒﺎ ﻋﻠﻰ
ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺑﻨﻜﻴﺔ "ﻛﻤﺤﻠﻞ" ﻓﻲ
ﻛﻮﺑﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺍﻧﺼﺐ ﻋﻠﻰ
ﺷﻴﺌﻴﻦ: ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ،
ﻣﺜﻞ ﺇﺑﻌﺎﺩ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ
ﻣﺨﺎﻟﺐ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ
)ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ
ﺍﺧﺘﺮﺍﻉ ﻋﺬﺭﺍ ﻟﻤﺼﺎﺩﺭﺗﻪ، ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ
ﺑﺎﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﻜﻮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ.
ﻛﺎﻥ ﺗﺸﻲ ﺑﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﺃﻥ
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺤﺪﻭﺙ (؛ ﻭﻋﻠﻰ
ﻧﻔﺲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ، ﺍﻫﺘﻢ ﺑﺈﻳﺠﺎﺩ
ﺳﺒﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﻭﺗﻤﻮﻳﻞ ﺧﻠﻖ ﺇﻧﺴﺎﻥ
ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ
ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻬﻢ ﺃﻧﻬﺎ
ﺳﻮﻑ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺘﺪﻣﻴﺮ ﺃﺭﻭﻉ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ.
ﻭﺿﻊ ﺗﺸﻲ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻩ ﺑﺄﺭﻭﻉ ﻣﺎ
ﻳﻜﻮﻥ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺟﺮﻱ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ
ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺩﻭﻟﻴﺎ، ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺏ،
"ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ:"
"ﻟﻘﺪ ﺯﺭﺕ ﻟﺤﺪ ﻣﺎ، ﻛﻞ ﺑﻼﺩ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ
ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ، ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﻫﺎﻳﺘﻲ ﻭﺳﺎﻧﺘﻮ
ﺩﻭﻣﻴﻨﺠﻮ. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﺣﺎﻃﺖ ﺑﺘﺮﺣﺎﻟﻲ، ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﻛﻄﺎﻟﺐ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻛﻄﺒﻴﺐ، ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ
ﺗﻌﺮﻓﻲ ﻋﻦ ﻗﺮﺏ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮ، ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ،
ﻭﺍﻟﻤﺮﺽ؛ ﺑﺎﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﻋﻼﺝ ﻃﻔﻞ
ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﻝ؛ ﺑﻈﻼﻡ
ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﻠﻘﻪ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ، ﻟﺘﻠﻚ
ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻷﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ
ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻮﺕ ﺍﺣﺪ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻛﺄﻣﺮ ﻋﺎﺩﻱ ﻏﻴﺮ
ﻣﻬﻢ، ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ
ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻣﻮﻃﻨﻨﺎ ﺍﻷﻡ . ﺑﺪﺃﺕ
ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ
ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﻣﺴﺎﻭﻳﺔ ﻻﻥ
ﺃﺻﺒﺢ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻣﺸﻬﻮﺭﺍ ﺃﻭ ﻣﺴﺎﻭﻳﺔ
ﻟﺘﻘﺪﻳﻤﻲ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ: ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻧﻨﻲ ﺍﺭﻏﺐ ﻓﻲ
ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ.
"ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮﺀ ﻓﻌﻼ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﺬ ﻋﻤﻼ
ﻣﻦ ﺍﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﻓﺎﻩ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ؟ ﻛﻴﻒ
ﻳﻮﺣﺪ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺍﻟﻤﺴﻌﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﻣﻊ
ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ؟
"ﺑﺨﺼﻮﺹ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻫﺬﻩ، ﻛﻤﺎ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ، ﺍﻟﻔﺮﺩ
ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻮﻫﺮﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ.
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻭﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﺪﻋﻲ
ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻣﻌﻴﺎﺭﺍ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻗﻴﺎﺳﻴﺎ. ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻌﻜﺲ، ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻄﻠﻖ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﺍﻟﻤﺮﺀ
ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﻋﻘﺎﻟﻬﺎ. ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ
ﻫﻮ ﻭﺿﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﻫﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ.
ﻭﺗﺼﺒﺢ ﻣﻬﻤﺘﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﻫﻲ ﻭﺿﻊ
ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﻄﺐ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻧﺤﻮ ﻣﻬﺎﻡ ﺍﻟﻄﺐ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
"ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﻣﻠﻴﻮﻥ
ﻣﺮﺓ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺃﻏﻨﻰ
ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﺍﻷﺭﺽ... ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻔﺨﺮ ﻷﻧﻚ
ﺧﺪﻣﺖ ﺟﺎﺭﻙ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﻃﻴﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺫﺍﺗﻪ.
ﻭﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺱ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺍﻟﺸﻲﺀ
ﺍﻷﺑﻘﻰ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ
ﻳﺠﻤﻌﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻫﻮ ﺍﻣﺘﻨﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻪ.
"ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﻓﻲ ﻣﺤﻮ ﻛﻞ ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻨﺎ
ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ. ﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﻧﺬﻫﺐ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﻧﻘﻮﻝ
ﻟﻬﻢ، ’ﻫﺎ ﻧﺤﻦ ﻗﺪ ﺟﺌﻨﺎ.‘ ﺟﺌﻨﺎ ﻟﻨﺘﻔﻀﻞ
ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﻮﺟﻮﺩﻧﺎ ﻣﻌﻜﻢ، ﻟﻨﻌﻠﻤﻜﻢ
ﻋﻠﻮﻣﻨﺎ، ﻟﻨﻈﻬﺮ ﻟﻜﻢ ﺃﺧﻄﺎﺀﻛﻢ،
ﻭﺣﺎﺟﺘﻜﻢ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ، ﻭﺟﻬﻠﻜﻢ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎﺀ
ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ.‘ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺬﻫﺐ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﺑﻌﻘﻞ ﻓﻀﻮﻟﻲ ﻭﺭﻭﺡ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﻟﻨﻨﻬﻞ
ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻴﻦ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻟﻠﺤﻜﻤﺔ
ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻌﺐ.
"ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﻮﻑ ﻧﺪﺭﻙ ﻟﻤﺮﺍﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ
ﻛﻢ ﻛﻨﺎ ﺧﺎﻃﺌﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ
ﺍﻋﺘﺪﻧﺎﻫﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﺎ
ﻭﻣﻜﻮﻥ ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻔﻜﻴﺮﻧﺎ.
ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ
ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻨﺎ، ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ،
ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎ.
ﺳﻮﻑ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻻ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺩﺍﺋﻤﺎ
ﺇﻟﻲ ﻃﺮﻕ ﺗﺪﺧﻞ ﻋﻼﺟﻴﺔ ﻛﺎﻟﺘﻲ
ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻥ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ. ﺳﻮﻑ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻳﺠﺐ
ﻋﻠﻴﻪ، ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ، ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻼﺡ ﻭﻳﺰﺭﻉ ﺃﻃﻌﻤﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ
ﻭﻳﺤﺼﺪﻫﺎ، ﻟﺮﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻬﻼﻙ
ﺃﻃﻌﻤﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﻭﺗﻨﻮﻳﻊ ﺍﻟﻬﻴﻜﻞ
ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﺟﺪﺍ، ﻭﻓﻘﻴﺮ
ﺟﺪﺍ.
"ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺧﻄﻄﻨﺎ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺛﺮﻭﺓ
ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺟﺪﺍ ﻟﻨﻌﻄﻲ
ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻤﺘﻠﻜﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ؛ ﻟﻮ ﻧﻮﻳﻨﺎ
ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﺒﺪﻋﺎ ﻳﻮﻣﻴﺎ، ﻣﺼﺪﺭﺍ
ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺎ ﻟﻜﻞ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺳﻌﺎﺩﺗﻨﺎ، ﻓﻤﻦ
ﺛﻢ ﻧﺤﻦ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻧﺴﻌﻰ ﻧﺤﻮﻫﺎ."
(2)
ﺣﺐ ﺗﺸﻲ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺃﺧﺬﻩ ﺃﻭﻻ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻜﻮﻧﻐﻮ ﺛﻢ ﺇﻟﻰ ﺑﻮﻟﻴﻔﻴﺎ، ﺣﻴﺚ ﻧﻈﻢ
ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺎﺕ
ﻟﺘﻜﻮﻥ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻌﺸﻢ، ﻋﺎﻣﻼ
ﻣﺴﺎﻋﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻟﻬﺎﻡ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ.
ﻭﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻲ ﻳﺼﻄﺪﻡ
ﺑﺎﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ: ﺩﺧﻞ ﻫﻮ
ﻭﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﻔﻲ
ﻓﻲ ﻛﻔﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺭﺟﺎﻝ ﺣﺮﺏ
ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺎﺕ. ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ" :ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺎﺕ،
ﺗﺸﻲ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺎﺕ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ
ﺃﻡ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ؟" ﺫﻫﺒﺖ
ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ
ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺭﻁ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺸﻲ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ. ﻟﻢ
ﻳﺴﻤﺢ ﻷﻱ ﻓﺮﺩ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻳﺖ، ﻭﻻ ﻟﻬﺆﻻﺀ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻄﻨﻮﻥ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ، ﻭﻟﻜﻦ
ﺳﻤﺢ ﻓﻘﻂ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﻨﺨﺮﻃﻴﻦ ﺑﺸﻜﻞ
ﻓﻌﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ. ﻓﻮﺭ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﺗﺸﻲ
ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻓﻲ
ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ - - ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﻓﻘﻂ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﺳﺘﻔﺘﺎﺀﺍ
ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺘﻴﻦ ﺛﻮﺭﻳﺘﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺘﻴﻦ
ﺍﺧﺘﻼﻓﺎ ﺗﺎﻣﺎ - - ﻫﺠﺮ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ
ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺎﺕ.
ﻫﻞ ﻛﻨﺎ ﺳﻨﺮﻯ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﺸﻲ ﺳﻠﻴﻤﺎ
ﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻬﺬﻩ
ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ
ﻭﺍﻻﻧﻐﻼﻕ ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻲ؟ )ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ
ﺃﺧﺮﻯ، ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺣﺰﺏ
ﻟﻠﻄﻠﻴﻌﺔ ﻭﻻ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ؟ ( ﻻ
ﺯﺍﻝ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻳﺤﻮﻡ ﻓﻮﻕ ﺭﺅﻭﺳﻨﺎ: ﺭﺟﺎﻝ
ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺎﺕ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻦ؟ ﻣﻦ
ﻳﻀﻊ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻞ؟
ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻮﻟﺔ
ﺑﻤﻜﺎﻥ. ﻓﻲ ﻓﻴﺘﻨﺎﻡ، ﻣﺜﻼ، ﻭﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ
ﺟﻴﺶ ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ ﻟﻠﻌﺼﺎﺑﺎﺕ، ﺟﻴﺶ ﺟﺒﻬﺔ
ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺤﺰﺏ، ﻭﻟﻴﺲ
ﺍﻟﻌﻜﺲ.
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻫﻜﺬﺍ ﻣﻊ ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ ﻓﻲ
ﺑﻮﻟﻴﻔﻴﺎ. ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺑﺎﻟﺤﺮﻛﺔ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺼﻴﺐ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﺩﻳﻜﺎﻟﻴﺔ ﻋﻨﺪ
ﻭﺻﻮﻟﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ.
ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻤﺆﺗﻠﻔﺔ affinity –
group، ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺗﺘﺤﻤﻞ
ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺘﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻦ؟ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ
ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ، ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﻮﻥ؟ ﻭﺷﺒﻜﺎﺕ
ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abdoom.sudanforums.net
 
جيفــــــــــــــــــــــارا النشاه والمولد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابدوم :: المنتدي السياسي-
انتقل الى: