ﺳﻴﺪﺍﺣﻤﺪ
ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ... ﻭﻟﺸﺪﺓ
ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪ ﻭﻭﻓﺎﺋﻪ
ﺍﻟﻼﻣﺤﺪﻭﺩ ﻟﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً
ﻣﺎ ﻳﺠﺴﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ
ﻭﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﺷﻌﺎﺭﻩ ﻣﻨﺬ
ﺃﻥ ﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﻋﻬﺪﻩ
ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ :
ﻣﺎ ﺟﻴﺖ ﻟﻠﺒﻠﺪ ﺻﺎﺩ
ﺳﺎﻛﺖ ... ﺑﺲ ﺟﺎﺑﻮﻧﻲ
ﻧﺎﺱ
ﺃﺷـــــﺠﺎﺭ ﺍﻟﺒﺮﻡ
ﻣِﺘَّﺎﻛـــــﻲ ... ﻭﺃﻭﻛــــﺎﺭ
ﺍﻟﺪﺑﺎﺱ
ﻭﺍﻟﺒﻠﺪ ﻛﺎﻧﺖ ... ﻭﻻ ﺯﺍﻟﺖ ...
ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻫﻲ ﺟﻨﺔ
ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ... ﻭﻗﺪ
ﺗﻤﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻧﺠﺬﺍﺑﻪ
ﻭﻭﻟﻬﻪ ﺣﺘﻰ ﺑـ )ﺃﺷﺠﺎﺭ
ﺍﻟﺒﺮﻡ ﻭﺃﻭﻛﺎﺭ ﺍﻟﺪﺑﺎﺱ .. (
ﻧﺸﺄ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ
ﺩﻳﻨﻴﺔ .. ﻓﻮﺍﻟﺪﻩ
)ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﻭﺩ ﻋﻄﺎ
ﺍﻟﻠﻪ ( ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ
ﺷﻴﺨﺎً ﻭﺭﻋﺎً ﺗﻘﻴﺎً .. ﻭﻛﺎﻥ
ﻗﺎﺭﺋﺎً ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ... ﻭﻟﺬﻟﻚ
ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻲ
ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻫﻮﺍﻳﺘﻪ ﺍﻟﻤﺤﺒﺒﺔ
ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻌﺰﻑ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﺔ
ﺍﻟﻄﻨﺒﻮﺭ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻦ
ﺍﻟﻤﺒﻜﺮﺓ ﻗﺪ ﺗﻌﺎﺭﺿﺖ ﻣﻊ
ﻧﺸﺄﺗﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ
ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ..
ﻭﻗﺪ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻦ
ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ...
ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺿُﺒﻂ
ﻣﺘﻠﺒﺴﺎً ﺑﺎﻟﺠﺮﻡ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺩ ،
ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺎﻝ ﻋﻠﻘﺔ ﺳﺎﺧﻨﺔ
ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﻭﺍﻟﺪﻩ
ﺑﺎﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺍﺓ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ، ﻭﻫﻲ ﺁﻟﺔ
ﺍﻟﻄﻨﺒﻮﺭ .. ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮﻩ
ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﺤﻮﻝ
ﻛﺒﺮﻯ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ :
ﺩﻟﻔﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ
ﻓﻮﺟﺪﺕ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻣﺴﺘﻠﻘﻴﺎً
ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﻓﻮﻕ
)ﻋﻨﻘﺮﻳﺒﻪ ﺍﻟﻬﺒﺎﺑﻲ .. ( ﺑﻼ
ﻓﺮﺵ ... ﻭﻻ ﻭﺳﺎﺩﺓ ...
ﻭﺍﺿﻌﺎً ﻳﺪﻳﻪ ﺍﻻﺛﻨﺘﻴﻦ ﻓﻮﻕ
ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﺳﻔﻞ
ﺭﺃﺳﻪ ... ﺷﺎﺧﺼﺎً ﺑﺒﺼﺮﻩ
ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﻣﻲ ...
ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻋﺎﺩ ﻟﺘﻮﻩ ﻣﻦ
ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻓﻮﻕ " ﻗﻮﺯ
ﺣﺎﺝ ﺳﻴﺪﺃﺣﻤﺪ... "
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻴﺎﻩ
ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﻭﺍﻻﺭﺗﻴﺎﺡ ،
ﻭﺗﺮﺗﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺛﻐﺮﻩ
ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻛﻨﻬﻬﺎ ...
ﻭﻟﺠﺖ ﻣﺴﺮﻋﺎً ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻗﺪ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ
ﺃﺭﻛﺎﻧﻬﺎ )ﻃﻨﺒﻮﺭﻱ ﺍﻟﺤِﻨَﻴِّﻦ(
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺧﺒﺄﺗﻪ ﻓﻲ
ﻣﻜﺎﻥ ﻗﺼﻲ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻘﻊ
ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻋﻴﻦ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻓﺄﻧﺎﻝ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ .. ﻭﺃﻓﻘﺪﻩ ﺇﻟﻰ
ﺍﻷﺑﺪ ...
ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺭﺑﻤﺎ ﻫﻲ
ﻓﺮﺻﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺃﻥ ﺃﺟﺪ
ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ
ﺍﻟﻤﺰﺍﺟﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﻓﻘﺮﺭﺕ
ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻬﺰﻫﺎ ﺭﻏﻢ ﺗﻮﺟﺴﻲ
ﻣﻦ ﺗﺒﻌﺎﺕ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮﺓ ... ﺣﻤﻠﺖ
ﻃﻨﺒﻮﺭﻱ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﻓﻲ ﻋﺰﻑ
ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺒﻬﺎ ..
ﺗﺤﺮﻛﺖ ﻗﻠﻴﻼً ﺣﺘﻰ ﻭﻗﻔﺖ
ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻞ
ﻋﻠﻰ )ﺍﻟﺤﻮﺵ( ﺣﻴﺚ
ﻳﺮﻗﺪ ﻭﺍﻟﺪﻱ .. ﻣﺘﻌﻤﺪﺍً
ﺍﻟﻌﺰﻑ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﻔﻊ
ﺣﺘﻰ ﺃﺭﻯ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻠﻪ ...
ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻓﻲ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺟﺪﺗﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺪ ﺩﺧﻮﻟﻲ ﻭﺍﺿﻌﺎً
ﻣﺆﺧﺮﺓ ﻗﺪﻣﻪ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﺑﻴﻦ
ﺍﺻﺒﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺻﺎﺑﻊ
ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﺮﺝ
ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ، ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﻓﻲ
ﺗﺤﺮﻳﻜﻬﺎ ﻳﻤﻨﺔ ﻭﻳﺴﺮﺓ ﻓﻲ
ﺣﺮﻛﺔ ﻣﺘﻨﺎﻏﻤﺔ ﻣﻊ
ﺍﻟﻤﻘﻄﻮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ
ﺃﻗﻮﻡ ﺑﻌﺰﻓﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ
ﺫﻟﻚ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﺎً ﺿﻤﻨﻴﺎً
ﺑﺒﺮﺍﺀﺗﻲ ﻣﻦ ﺗﻬﻤﺔ
ﺍﻟﻔﺴﻖ ﻭﺍﻟﻤﺠﻮﻥ ﺍﻟﺘﻲ
ﻛﻨﺖ ﺃﻭﺻﻢ ﺑﻬﺎ .
ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺗﻔﺠﺮ
ﻣﻮﻫﺒﺔ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺰﻑ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﺔ
ﺍﻟﻄﻨﺒﻮﺭ ..
ﻭ)ﺍﻟﻨﻘﻠﺔ( ﻫﻲ ﻣﻠﻬﻤﺔ
ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ
)ﻭﻻَّﺩﺓ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻜﻔﻲ(
ﻣﻠﻬﻤﺔً ﻻﺑﻦ ﺯﻳﺪﻭﻥ ، ﻭﻗﺪ
ﻛﺘﺐ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﺃﻏﻠﺐ
ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻓﻲ
ﻫﺬﻩ )ﺍﻟﻨﻘﻠﺔ: (
ﺃﻧﺎ ﻧﺎﺭﻱ ﻧﺎﺭ ﻳﺎ ﻧﺎﺭ ... ﻳﺎ
)ﻧﻘﻠـــﺔ( ﻳﺎ ﻧﻮﺍﺭ
ﻳﺎ ﺯﻫﺮﺓ ﺍﻟﻴﺎﺳــﻤﻴﻦ ...
ﻏﻴﺮﺍ ﺍﻟﻘﻠﻴﺐ ﻣﺎ ﺩﺍﺭ
........................
ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺒﺮﺍﻫﻮ ﻋﻠﻴﻢ ...
ﺑﺎﻟﻤﺨﻔﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﺠﺎﺕ
ﺯﻱ )ﻧﻘﻠﺔ( ﻓﻲ
ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ... ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ
ﻳﺪﻳﻨﻲ ..
........................
ﺃﻣﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ
ﺣُﺮﻡ ﻓﻴﻪ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ )ﻧﻘﻠﺘﻪ(
ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ )ﺯﻣﺎﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﻥ
ﺣﺮﻣﻮﻧﻲ ﻧﻘﻠﺔ.. ( ﻓﻘﺪ
ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﻳﺸﻮﺍ
ﺍﻟﺤﺪﺙ .. ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍً
ﻓﻲ ﺧﺎﺻﺮﺓ ﺃﻏﺴﻄﺲ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1988ﻡ ، ﺃﻭ
)ﺳﻨﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮ( ﻛﻤﺎ ﻳُﻄﻠﻖ
ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﺍﻟﻈﺮﻑ ﻛﺎﻥ
ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ
ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻭﺍﻹﻳﺜﺎﺭ ﻭﻧﻜﺮﺍﻥ
ﺍﻟﺬﺍﺕ ... ﻻ ﺻﻮﺕ ﻳﻌﻠﻮ
ﻓﻮﻕ ﺻﻮﺕ ﻭﺍﺟﺐ "
ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺣﺮﻣﺔ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺽ.. " ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻷﺭﺽ ..
ﻭﺍﻟﻌﺮﺽ .. ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ...
ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ...
ﻛﻨﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃُﻧﻴﻄﺖ ﺑﻬﻢ ﻣﻬﻤﺔ
ﺣﺮﺍﺳﺔ )ﺟﺴﺮ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﺍﺏ... ( ﺍﻟﻮﺭﺩﻳﺔ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﻌﺪ ﺗﻨﺎﻭﻝ
ﻭﺟﺒﺔ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻓﻲ )ﻗﻬﻮﺓ
ﺑﻌﻴﺒﻴﺶ... (
ﻭﻓﺠﺄﺓ ... ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺤﻦ
ﻧﺤﺘﺴﻲ ﺃﻛﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﺎﻱ
ﺑﺎﻟﻨﻌﻨﺎﻉ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺯﻏﺮﻭﺩﺓ
ﻓﺠﺮﺕ ﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﺍﺏ
ﺍﻟﻤﺘﺴﺮﺑﻞ ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ
ﺍﻟﻤﻄﺒﻖ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻧﻘﻴﻖ
ﺿﻔﺎﺩﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻴﻨﺔ
ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ .. ﻟﻢ ﻧﺴﺘﺒﻦ
ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺰﻏﺮﻭﺩﺓ ﻓﻲ
ﺑﺎﺩﺉ ﺍﻷﻣﺮ ... ﺍﺧﺘﻠﻔﻨﺎ ﻓﻲ
ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻭﺟﻬﺘﻬﺎ .. ﻭﺍﺧﺘﻠﻔﻨﺎ
ﺃﻳﻀﺎً ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ ..
ﻓﺮﻳﻖ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﺯﻏﺮﻭﺩﺓ
ﻓﺮﺡ ﺁﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ
)ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻟﺔ.. ( ﻭﻓﺮﻳﻖ ﺁﺧﺮ
ﻳﺠﺰﻡ ﺃﻧﻬﺎ )ﺯﻏﺎﺭﻳﺖ
ﺑﻜﻲ ( ﻓﻲ " ﺷﺎﺭﻉ
ﺍﻟﻨﻴﻢ... "
ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻨﺺ :
ﻗﺪ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ !!!
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻠﻚ ﺯﻏﺮﻭﺩﺓ ﻓﺮﺡ ،
ﻭﻫﺬﻩ ﺯﻏﺎﺭﻳﺖ
ﺑﻜﻲ ؟؟؟؟
ﺯﻏﺮﻭﺩﺓ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻷﻧﻬﺎ
ﻣﺴﺘﺴﺎﻏﺔ ﺳﻤﻌﺎً ﻓﻬﻲ
ﺯﻏﺮﻭﺩﺓ ﻭﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ
ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺩﻭﻥ
ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺳﺮﺏ
ﺍﻟﺰﻏﺎﺭﻳﺪ ، ﺃﻣﺎ ﺯﻏﺎﺭﻳﺖ
ﺍﻟﺒﻜﻲ ﻭﻷﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺒﺐ
ﻭﻳﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻟﺠﻤﻊ
ﻓﺈﻧﻪ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻓﻲ
ﺷﻜﻞ ﻛﻮﺭﺍﻟﻲ ﻣﻦ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﻮﺍﻛﻲ .. ﻭﺍﻟﻠﻪ
ﺃﻋﻠﻢ ....
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ... ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻣﺘﺪ
ﺍﻟﺠﺪﻝ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻟﻴﺴﺖ
ﺑﺎﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺗﺤﺪﻳﺪ
ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﺰﻏﺮﻭﺩﺓ ، ﻗﻄﻌﺖ
ﺟﻬﻴﺰﺓ ﻗﻮﻝ ﻛﻞ ﺧﻄﻴﺐ
ﻭﺃﺗﻰ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺑﺄﻥ :
** ﺗﻔﺎﺣﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻧﺔ
ﺧﻄﺒﻮﻫﺎ !!!
- ﺍﻟﺨﻄﺒﻬﺎ ﻣﻨﻮ ؟؟؟؟؟؟
** ﻓﻼﻥ !!!!!!!!!!!!!!!!!
ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺃﻛﺜﺮ
ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﺒﺔ ... ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ...
ﻭﺟﻮﻡ ﻋﻢ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﺓ
ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺧﺎﺗﻲ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ
ﻓﻮﻕ ﺍﺗﻨﻴﻦ ...
ﻭ..............
ﺷﺮﻗﺖ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺍﻟﺘﺎﻧﻲ :
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﻠﺪ .. ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪ ...
ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺯﺍﻣﺮِﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻄﺮﺏ .. ﻭﻓﺎﺭﺱ ﻛﻠﻤﺘﻬﺎ ..
ﻭﻓﺎﻛﻬﺔ ﻣﺠﺎﻟﺴﻬﺎ ...
ﺭﺣﻞ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﺟﻨﺢ
ﺍﻟﺪﺟﻰ ... ﺭﺣﻞ ﻓﻲ ﻇﺮﻑ
ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺧﻴﺎﻧﺔ
ﻋﻈﻤﻰ ﻓﻲ ﺣﻖ
)ﺍﻟﻮﻃﻦ... (ﻭﻟﻜﻦ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺟﺪﻩ
ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ، ﻛﺎﻥ
ﻛﺎﻓﻴﺎً ﻷﻥ ﻳﻤﻨﺤﻪ ﻭﺿﻌﺎً
ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺎً ...
ﻏﺮﻕ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ
ﺃﺣﺰﺍﻧﻪ ... ﻭﺻﺮﺥ ﺑﺄﻟﻢ :
ﻳﻮﻡ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ...
ﻛﺎﻥ ﻭﺃﺩ ﺍﻟﻌﺬﺍﺭﻯ ..
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ..
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﺪﺃﺕ ﺃﺣﺰﺍﻧﻪ
ﻗﻠﻴﻼً .. ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺎﻳﺶ
ﻣﻊ ﻭﺍﻗﻌﻪ .. ﻭﻟﻜﻦ :
ﺧﻠﻴﺖ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻗﺮَّﺑﺖ ﻟﻲ
ﺣﻮﻟﻲ
ﻛﺎﻥ ﺃﻧﺴﻰ ﺍﻟﺤﺼﻞ ﻳﺎ
ﺣﺴﺮﺓ ﻭﺗﺰﻭﻟﻲ
ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻌَﺮِﺽ ﻓﻲ
ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺑﻲ ﻃﻮﻟﻲ
ﻓﻲ ﺯﻭﻝ ﺑﻨﺴﻰ ﺭﻭﺣﻮ ﺁ
ﺧﻠﺔ ﻗﻮﻟﻮﻟﻲ
ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﻟﻴﻌﺎﺗﺐ ﺑﺸﻲﺀ
ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ :
ﻳﺎ ﺍﻟﺤﻘﻨﺘﻴﻠﻲ ﺍﻟﻤﻲ
ﻭﺃﺧﺶ ..
ﻣﺎﻧﻲ ﻗﺎﻳﻞ ﺍﻟﻤﺘﻠﻚ
ﻳﻐﺶ ..
ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻴﻘﻦ ﺃﻥ ﻛﺎﻓﺔ
ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﺃﺿﺤﺖ ﻣﻮﺻﺪﺓ
ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻓﻘﺪ ﺧﺎﻃﺐ
)ﻧﻘﻠﺘﻪ: (
ﻳﺎ ﺍﻟﻐﻔﻴﺮﻙ ﻣﺎﺷﻲ
ﺣﻔﻴﺎﻥ ..
ﻭﻛﺎﻥ ﺳﺄﻟﺘﻮ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺍﻟﺤُﻨﺎﻥ
ﻣﻨﻲ ﻗﺎﻓﻞ ﺍﺿﻨﻴﻨﻮ
ﺍﻟﻄُﺮُﺵ ...
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻤﺸﻲ ﺍﻟﻐﻔﻴﺮ
)ﺣﻔﻴﺎﻧﺎً( ﻓﻤﻌﻨﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ
ﻟﻴﺲ ﻣﺴﺘﻌﺪﺍً ﻟﻠﺘﻀﺤﻴﺔ
ﺑﺜﻮﺍﻥٍ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ ﻳﻀﻴﻌﻬﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺘﻌﻞ
ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻬﻢ ﺑﻤﻄﺎﺭﺩﺓ ﻣﻦ
ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ )ﺍﻟﻨﻘﻠﺔ.. (
ﻭﻟﻠﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ
ﺍﻟﻴﺄﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﺮﺕ
ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻘﺪ ﺃﻭﺿﺤﻬﺎ ﻟﻨﺎ
ﺑـ)ﻗﻔﻞ( ﺍﻟﻐﻔﻴﺮ ﻟـ)ﺍﺿﻨﻴﻨﻮ
ﺍﻟﻄُﺮُﺵ( ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻷﻥ )ﻳﻘﻔﻠﻬﺎ(
ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﻻ
ﺗﺴﻤﻊ ...
ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﻟﻠﺮﺍﺋﻊ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ /
ﺳﻴﺪﺃﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻤﻴﺪ
)ﻋﺎﺷﻖ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺃﻡ ﺗﻤﺮ( ﻣﻊ
ﺍﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﻟﻠﺘﻘﺼﻴﺮ ﻓﻲ ﺣﻖ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺨﺘﺼﺮ
ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ ﻓﻲ ﺑﻮﺳﺖ